قلب الملاك
عدد المساهمات : 9 تاريخ التسجيل : 12/10/2015
| موضوع: كيف تكون رحمة الله تعالى بعباده... المفهوم و المدلول. الإثنين أكتوبر 12, 2015 10:18 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم، و الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على خير الخلق أجمعين، سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم، و على آله و صحبه أجمعين، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين و لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء
أما بعد.....
من وحي تفاسير سورة الفاتحة. الجزء الرابع: كيف تكون رحمة الله تعالى بعباده... المفهوم و المدلول.
إن مفهوم رحمة الله تعالى بعباده، أن الله تعالى يرحم عباده في الأرض، كل حسب قوة إيمانه و حسن عبادته و بعده عن المعاصي. فيسخر الملائكة الكرام لحفظ عباده المؤمنين من شياطين الإنس و الجن. و لولا هذه الرحمة العظيمة لتخطفتهم الشياطين، و آذتهم و أذاقتهم من ألوان العذاب ما لا يطاق و لا يتحمله بشر أو جان. و لكن هي رحمة الله التي يحفظ بها عباده المؤمنين، فتحميهم الملائكة الكرام من شر الشياطين، و من شرور أنفسهم الأمارة بالسوء. و لكن عندما يعصي العبد ربه، فيغضب الله تعالى عليه، و يرفع عنه حصانة حفظ الملائكة له، فتضره شياطين الإنس و الجن و تؤذيه. فإن عاد العبد لربه، فاستغفر الله و تاب و أناب، يغفر الله تعالى له إن شاء، و يعيد حصانة الملائكة له، فتعود و تحميه من شر الشياطين و من شر نفسه.
و من إشترى الحياة الدنيا و ملذاتها، و باع الحياة الآخرة و حسابها، و أعرض عن ذكر الله تعالى، فإن له معيشة ضنكا. فلا ملائكة تحرسه و تحميه، و إنما ترك بحماية أوليائه من الإنس و الجن. و هنا تتجلى رحمة الله تعالى عليه، أن الله تعالى لم يحرمه حماية أولياءه، و ما كانوا ليحموه أو يضروه إلا بإذن الله. و لكن شتان بين حماية و حفظ الملائكة بإذن الله للعبد المؤمن، و بين حماية و حفظ الأولياء بإذن الله للعبد الضال. فالحماية الأولى هي عز و رفعة و فخر للعبد المؤمن، و الثانية هي ذل و خزي و عار للعبد الضال. و سيتم توضيح هذه الفكرة أكثر في المقالات القادمة ان شاء الله تعالى.
يالها من رحمة عظيمة، يغدق بها الله تعالى على عباده، حيث يتجلى قوله سبحانه و تعالى: { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم }. سورة الزمر، آية: 53. فمن عاد عن طريق الضلال، و عمل صالحا و أصلح و تاب و أناب، و إشترى الآخرة و حسابها و باع الدنيا و متاعها. فإن رحمة الله تسعه كما وسعت كل شيء، كيف لا و الله تعالى هو الرحمن الرحيم. فيا من غرتك الدنيا بمتاعها، و تحكمت بك شهواتك و ملذاتك، و عشت في مجون و لعب و لهو، فقد وسوس الشيطان لنفسك الأمارة بالسوء فأطعتها، و سلكت درب الهوى، إعلم و كن متيقنا أن متاع الدنيا زائل، و ستحاسب في الدنيا قبل الآخرة حسابا عسيرا، فلا تزيد حملك و وزرك من المعاصي، و قاوم نفسك و امنعها عن الضلال و البغي و الفحشاء و المنكر، فقرينك الذي أضلك و شيطانك الذي فتنك، يخافان الله و يخشان عقابه و عذابه، و يوم الحساب يتخلون عنك و يحلفون أنهم ما أضلوك و لا فتنوك، و لن تجد من دون الله وليا و ناصرا. فباب التوبة لك مفتوح، و رحمة الله واسعة، فرجائي لك لا تمت و انت كافر، عد الى الله تعالى و اصبر على الفتن و المحن بالصلاة و ذكر الله. إن الله مع الصابرين، و من كان الله تعالى معه فهو حسبه.
هذا ما إجتهدت به فإن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان و أستغفر الله العظيم و الحمد لله رب العالمين | |
|